فقلت أدعي وأدعو إنّ اندى (١) |
|
[لصوت أن ينادي داعيان] |
ألم أك جاركم ويكون بيني |
|
وبينكم المودّة والإخاء (٢) |
و (يا لَيْتَنا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآياتِ رَبِّنا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)(٣)(٤) فإن لم تكن الواو بمعنى مع وجب الرّفع ، نحو «لا تأكل السّمك وتشرب اللّبن» (٥).
وبعد غير النّفي جزما اعتمد |
|
إن تسقط الفا والجزاء قد قصد |
(وبعد غير النّفي جزما) به (٦) (اعتمد إن تسقط الفاء والجزاء قد قصد) (٧) نحو قوله تعالى : (قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ)(٨)(٩) ، بخلافه (١٠) بعد النّفي نحو «ما تأتينا تحدّثناء» وما
__________________
(١) أي : أدعي مع أن أدعو ، وهذا مثال لجواب الأمر.
(٢) من قصيدة لجرول بن أوس يخاطب بها الزرقان ابن بدر يعني ألم أكن جارا لكم مع وجود المودّة والأخوّة التي كانت بيننا.
الشاهد في نصب (يكون) بتقدير أن بعد الواو بمعني مع في جواب الاستفهام أي : (مع أن يكون).
(٣) الشاهد في (لا نكذب) و (نكون) إنهما نصبا بأن المقدّرة بعد الواو بمعني مع في جواب التمنّى.
(٤) الأنعام ، الآية : ٢٧.
(٥) هذا على فرض أن يكون معني الجملة النهي عن أكل السمك والأمر بشرب اللبن ، فتكون الواو عطفا ، وأما إذا كان معناها النهي عن الجمع بينهما فالواو بمعني مع ولا يكون شاهدا على المدّعى ، كما لا يخفى.
(٦) أي : بغير النفي وهو الطلب بأقسامه ، ومعني الاعتماد في الجزم على الطلب أن الجزم مسبّب عنه لتضمنّه ، معني إن الشرطيّة.
(٧) يعني إذا وقع فعل المضارع بعد الطلب وحذف منه فاء الجزاء وقصد منه الجزاء عن الطلب بتقدير شرط فهذا الفعل يجزم اعتمادا على الطلب الذي قبله.
(٨) والتقدير تعالوا أن أتيتم أتل فأتل واقع بعد الطلب وهو تعالوا (اسم فعل أمر) وحذف منه الفاء ، وقصد به الجزاء ، لأنّ المراد أنّ التلاوة مترتّبة على مجيئكم.
(٩) الأنعام ، الآية : ١٥١.
(١٠) أي : بخلاف الجزاء الواقع بعد النفى ، يعني أنّ الفعل الواقع بعد النفي لا يجزم وإن قصد به الجزاء كما في المثال ، فإن (تحدثنا) جزاء لتأتينا لأن الحديث سبب عن الإتيان ومع ذلك لم تجزم.