الصّحيحين «بان تعبد الله كأنّك تراه فإن لم تكن تراه فإنّه يراك» (وصحبه) اسم جمع لصاحب بمعني الصّحابىّ ، وهو (١) من اجتمع به مؤمنا (المنتخبين) من الأمّة ، أي المفضّلين علي غيرهم منها كما ورد ذلك في أحاديث (الخيرة) بفتح الياء ويجوز التّسكين كما في الصّحاح. قال : وهو الإسم (٢) من قولك «إختاره الله تعالى» يقال «فلان خيرة الله من خلقه».
وقد منّ الله تعالي بإكمال هذا الشّرح المحرّر موشّحا من التّحقيق والتّنقيح بالوشي المحبّر ، (٣) محرزا لدلائل هذا الفنّ ، مظهرا لدقائق إستعملنا الفكر فيها إذا ما اللّيل جنّ ، (٤) متحرّيا أوجز العبارة ، وخير الكلام ما قلّ ودلّ معتمدا في دفع الإيراد علي ألطف الإشارة ليتنبّه أولو الألباب لما له انتحل ، فربّما خالفت الشّرّاح في بيان حكم تأويل أو تعليل ، فحسبه (٥) من لا إطّلاع له ولا فهم سهوا أو عدولا عن السّبيل ، ومادري أنّا فعلنا ذلك عمدا لأمر مهمّ جليل ، وربّما نقصت حرفا أوزدت حرفا فحسبه الغبىّ (٦) إخلالا أو توضيحا وكشفا ، ومادري أنّ ذلك لنكتة مهمّة تدقّ عن نظره وتخفى ، فلذلك قلت :
يا سيّدا طالع هذا الّذى |
|
فاق نظام الدّرّ والجوهر |
لا تعد حرفا منه أو كلمة |
|
وللخبيئات به أظهر |
__________________
(١) أي : الصحابي هو من اجتمع مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم مؤمنا بالله سبحانه.
(٢) يعني اسم مصدر اختار.
(٣) أي : قد منّ الله على با كمال هذا الشرح المرتّب مزّينا بالتحقيق والتخليص من الزوائد بخطوط مزّينه.
(٤) المراد منه أما انّ تحرير هذا الشرح وقع في الليل لكون الليل معدّ التحرير العلوم الدقيقة أو كناية علي انّي حرّرتها حينما كانت العلوم الادبيّة في أفق الظلمة.
(٥) فعل ماض يعني تخيّل من لا اطلاع له ولا فهم ان هذه المخالفة في البيان والتأويل سهو مني أو عدول عن قول الحق ولم يدر اني فعلت ذلك لغرض مهمّ.
(٦) يعني تخيّل من لا فهم له ولا ذكاء ان هذا النقص أو الزيادة اخلال.