شطر بيت ولا يقدح ذلك في النّسبة كما قيل ، (١) لتساوي النّسب إلى المفرد والمثنّى كما سيأتي (مقاصد النّحو) أي مهمّاته والمراد به (٢) المراد لقولنا علم العربيّة المطلق على ما يعرف به أواخر الكلم إعرابا وبناءا وما يعرف به ذواتها صحّة واعتلالا ، لا ما يقابل التّصريف (بها) أي فيها (محويّة) أي مجموعة.
(تقرّب) هذه الألفيّة لأفهام الطّالبين (الأقصى) أي الأبعد من غوامض المسائل فيصير واضحا (بلفظ موجز) قليل الحروف كثير المعنى ، والباء للسّببيّة ولا بدع (٣) فى كون الإيجاز سببا لسرعة الفهم كما في «رأيت عبد الله وأكرمته» دون «أكرمت عبد الله» ويجوز أن يكون بمعنى مع ـ قاله ابن جماعة (وتبسط البذل) بسكون الذّال المعجمة أي العطاء (بوعد منجز) أي سريع الوفاء ، والوعد في الخير لا وإيعاد في الشّرّ إذا لم تكن قرينة.
وتقتضي رضا بغير سخط |
|
فائقة ألفيّة ابن معطي |
وهو بسبق حائز تفضيلا |
|
مستوجب ثنائي الجميلا |
والله يقضي بهبات وافره |
|
لى وله فى درجات الآخره |
(وتقتضى) بحسن الوجازة المقتضية لسرعة الفهم (رضا) من قاريها بأن
__________________
(١) توهّم بعض أن الألفية نسبة إلى ألف فكيف يمكن عدّ الأبيات ألفين فأجاب بأنّ النسبة إلى المفرد والتثنية سواء.
(٢) أي : بقوله النحو دفع دخل وهو أنّ النحو على ما هو المعروف يطلق على العلم الذي يعرف به أحوال أواخر الكلم مع أنّ الألفية مشتملة على الصرف أيضا ، فأجاب : بأنّ المراد بالنحو هنا أعمّ من النحو المعروف ، بل المراد به مطلق علم العربيّة.
(٣) أي : على فرض كون الباء للسببيّة ربّما يتوهّم انّه كيف يكون الإيجاز والاختصار سببا للتقّرب إلى الأقصى أي : الإيضاح ، بل الأمر بالعكس ، كما هو ظاهر ، فأجاب بأنّه لا بدع ولا منافاة بين الإيجاز والإيضاح ، كما ترى أنّ أكرمته مع إيجازه أوضح من أكرمت عبد الله.