ثمّ المبتدأ اسم مجرّد عن العوامل اللّفظيّة غير المزيدة مخبر عنه أو وصف رافع لمكتفى به (١) فالاسم يعمّ الصّريح والمأوّل (٢) والقيد الأوّل (٣) يخرج الإسم في باب كان ، وإنّ ، والمفعول الأوّل في باب ظنّ والثاني (٤) يدخل نحو «بحسبك درهم» على أنّ (٥) شيخنا العلّامة الكافجي يرى أنّه خبر مقدّم وأنّ المبتدأ درهم نظرا إلى المعنى والثالث (٦) يخرج أسماء الأفعال وبقيد الوصف بكونه رافعا لمكتفي به يخرج قائما من «أقائم أبوه زيد». (٧) إذا علمت ذلك فنزّل المثال (٨) على هذا الحدّ وقل :
مبتدأ زيد وعاذر خبر |
|
إن قلت زيد عاذر من اعتذر |
وأوّل مبتدأ والثّاني |
|
فاعل اغني في أسار ذان |
مبتدأ زيد وعاذر خبر) عنه (إن قلت زيد عاذر من اعتذر) لانطباق الحدّ عليه (٩)
__________________
(١) أي : رافع لاسم يغني عن الخبر.
(٢) فالأوّل كزيد قائم ، والثاني : نحو «أن تصوموا خير لكم» فأن تصوموا فعل مؤوّل بالاسم إذ التأويل صومكم خير لكم.
(٣) يعني : قوله «مجرد عن العوامل اللفظية» لأن اسم كان والمفعول لظن وإن كانا اسمين مخبرا عنهما لكنهما ليسا مجردين عن العامل اللفظي.
(٤) يعني غير المزيدة ، فإنّ بحسبك مبتداء وهو مجرد عن العامل غير المزيد فأن عامله وهو الباء زائدة.
(٥) على هنا للاستدراك يعني مضافا إلى أنّ عامله زائدة ولا مانع من كونه مبتداء يري شيخنا الكافجي أنه خبر مقدم لأن المبتدا كما ذكر مخبر عنه والمخبر عنه في هذه الجملة هو الدرهم لأن المقصود من هذه الجملة هو بيان حال الدرهم أنه كاف بيان حال بحسبك.
(٦) وهو قوله مخبر عنه لأن أسماء الأفعال وإن كأنت أسماء مجردة عن العوامل اللفظية إلا أنها مخبر لكونها بيانا لحال فاعلها.
(٧) لأن مرفوع الوصف وهو أبوه لا يكتفي به لنقص الكلام بدون زيد فقائم ليس بمبتدا وأنما هو خبر مقدم.
(٨) أي : فطبّق أنت مثال المصنف وهو زيد عاذر على هذا التعريف للمبتداء.
(٩) فإن «زيد» اسم مجرد عن العوامل اللفظية غير المزيدة مخبر عنه بقوله عاذر.