عامر ، وما أغنت عنك كتبك.
وفي لفظ ابن عساكر : قال محمد بن أبي بكر : على أيّ دين أنت يا نعثل؟ قال : على دين الاسلام ، ولست بنعثل ولكنّي أمير المؤمنين. قال : غيّرت كتاب الله. فقال : كتاب الله بيني وبينكم. فتقدّم إليه وأخذ بلحيته وقال : إنّا لا يُقبل منّا يوم القيامة أن نقول : ربّنا إنّا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلّونا السبيل ، وشحطه بيده من البيت إلى باب الدار وهو يقول : يا ابن أخي ما كان أبوك ليأخذ بلحيتي.
قال ابن سعد والطبري : ورفع كنانة بن بشر مشاقص كانت في يده فوجأ بها في أصل أُذن عثمان فمضت حتى دخلت في حلقه ثمّ علاه بالسيف حتى قتله.
وفي رواية ابن أبي عون ضرب كنانة بن بشر التجيبي جبينه ومقدّم رأسه بعمود حديد فخرّ لجنبه ، قال الوليد بن عقبة أو غيره :
علاه بالعمود أخو تجيب |
|
فأوهى الرأسَ منه والجبينا (١) |
وضربه سودان بن حمران المرادي بعد ما خرّ لجنبه فقتله ، وأمّا عمرو بن الحمق فوثب على عثمان فجلس على صدره وبه رمق فطعنه تسع طعنات ، وقال : أمّا ثلاث منهنّ فإنّي طعنتهنّ لله ، وأما ستّ فإنّي طعنت إيّاهنّ لما كان في صدري عليه.
وأقبل عمير بن ضابئ عليه فكسر ضلعاً من أضلاعه ، وفي الإصابة : لمّا قتل عثمان وثب عمير بن ضابئ عليه فكسر ضلعين من أضلاعه. وقال المسعودي : وكان فيمن مال عليه عمير بن ضابئ البرجمي وخضخض بسيفه بطنه. وسيوافيك حديث
__________________
(١) من المستغرب جداً أنّ أبا عمر بن عبد البر ذكر هذا البيت في الاستيعاب في ترجمة مولانا أمير المؤمنين بعد ذكر قتله وقال : قال شاعرهم :
علاه بالعمود أخو تجوبٍ |
|
فأوهى الرأس منه والجبينا |
(المؤلف)