تعالى : (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِيها وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذاباً عَظِيماً) (١).
وما جاء في ذلك من السنّة أكثر ، وما يؤثر عن نبيّ العظمة صلىاللهعليهوآلهوسلم من وجوب دفن موتى المؤمنين وتغسيلهم وتكفينهم والصلاة عليهم ، وأنّ حرمة المؤمن ميّتاً كحرمته حيّا ، فالقوم إن كانوا متعمّدين في مخالفة هذه النصوص فهم فسّاق إن لم نقل إنّهم مرّاق عن الدين بخروجهم على الإمام المفترض طاعته.
أو أنّ هذه الأحوال تستدعي انحراف الخليفة عن الطريقة المثلى ، وأنّ القوم اعتقدوا بخروجه عن مصاديق تلكم الأوامر والمناهي المؤكّدة التي تطابق عليها الكتاب والسنّة. وليس من السهل الهيّن البخوع إلى أيّ من طرفي الترديد. أمّا الصحابة فكلّهم عدول عند القوم يُركن إليهم ويُحتجّ بأقوالهم وأفعالهم ويوثق بإيمانهم ، وقد كهربتهم صحبة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم فأخرج درن نفوسهم ، وكان في المعمعة منهم بقايا العشرة المبشّرة كطلحة والزبير ، ولطلحة خاصّة فُظاظات حول ذلك الجلاد ، إلى أُناس آخرين من ذوي المآثر نظراء عمّار بن ياسر ، ومالك الأشتر ، وعبد الله بن بُديل ، وكان بين ظهرانيهم إمام المسلمين أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام وهو المرموق يومئذ للخلافة ، وقد انثنت إليه الخناصر ، والأُمّة أطوع له من الظلّ لذيه. أفتراه والحالة هذه سكت عن تلكم الفظائع وهو مطلّ عليها من كثب وهو أعلم الناس بنواميس الشريعة ، وأهداهم إلى طريقها المهيع ، وهو يعلم أنّ من المحظور ارتكابها؟ لاها الله.
أو أنّه عليهالسلام أخذ الحياد في ذلك المأزق الحرج وهو مستبيح للحياد أو لما يعملون به؟ أنا لا أدري.
__________________
(١) النساء : ٩٣.