فأبعث إليك جنداً منهم يقيم بين ظهراني أهل المدينة لنائبة إن نابت المدينة أو إيّاك. قال : أنا أقتر على جيران رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الأرزاق بجندٍ تُساكنهم ، وأُضيّق على أهل دار الهجرة والنصرة؟ قال : والله يا أمير المؤمنين لتُغتالُنّ ولتُغْزَيَنّ. قال : حسبي الله ونعم الوكيل. وقال معاوية : يا أيسار الجزور ، وأين أيسار الجزور. الحديث بطوله.
٤ ـ وأخرج (١) (ص ١٠٣) بالإسناد الشعيبي :
لمّا كان في شوّال سنة (٣٥) خرج أهل مصر في أربع رفاق على أربعة أُمراء المقلل يقول : ستمائة. والمكثر يقول : ألف. على الرفاق : عبد الرحمن بن عديس البلوي ، وكنانة بن بشر الليثي ، وسودان بن حمران السكوني ، وقتيرة بن فلان السكوني (٢) ، وعلى القوم جميعاً الغافقي بن حرب العكّي. ولم يجترئوا أن يعلموا الناس بخروجهم إلى الحرب ، وإنّما خرجوا كالحجّاج ومعهم ابن السوداء. وخرج أهل الكوفة في أربع رفاق ، وعلى الرفاق : زيد بن صوحان العبدي ، والأشتر النخعي ، وزياد بن النضر الحارثي ، وعبد الله بن الأصم ، أحد بني عامر بن صعصعة ، وعددهم كعدد أهل مصر وعليهم جميعاً عمرو بن الأصم. وخرج أهل البصرة في أربع رفاق ، وعلى الرفاق : حكيم بن جبلة العبدي ، وذريح بن عبّاد العبدي ، وبشر بن شريح الحطم بن ضبيعة القيسي ، وابن المحرّش بن عبد عمرو الحنفي ، وعددهم كعدد أهل مصر ، وأميرهم جميعاً حرقوص بن زهير السعدي ، سوى من تلاحق بهم من الناس ، فأمّا أهل مصر فإنّهم كانوا يشتهون عليّا ، وأمّا أهل البصرة فإنّهم كانوا يشتهون طلحة ، وأمّا أهل الكوفة [فإنّهم] (٣) كانوا يشتهون الزبير ، فخرجوا وهم
__________________
(١) تاريخ الأُمم والملوك : ٤ / ٣٤٨ حوادث سنة ٣٥ ه.
(٢) كذا في الطبعة المعتمدة عند المؤلف. وفي الطبعة المعتمدة عندنا : عبد الرحمن بن عُدَيس البلوي ، وكنانة بن بشر التجيبي ، وعروة بن شييم الليثي ، وأبو عمرو بن بديل بن ورقاء الخزاعي ، وسواد بن رومان الأصبحي ، وزرع بن يشكر اليافعي ، وسودان بن حمران السكوني ، وقُتيرة بن فلان السكوني.
(٣) الزيادة من المصدر.