اتّخذ مسجداً في بيته يتعبّد فيه (١) ، في رجل تضافر الثناء عليه عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم مشفوعاً بالنهي المؤكّد عن بغضه ومعاداته وسبّه وتحقيره وانتقاصه بألفاظ ستقف عليها إن شاء الله تعالى. وقد أكبرته الصحابة الأوّلون ونقمت على من آذاه وأغضبه وأبغضه وفُعل به كلّ تلكم المناهي ، ولم يؤثر عن عمّار إلاّ الرضا بما يُرضي الله ورسوله والغضب لهما والهتاف بالحقّ والتجهّم أمام الباطل رضي الناس أم غضبوا ، ولم يزل على ذلك كلّه منذ بدء أمره الذي أوذي فيه هو وأبواه ، فكان مرضيّا عند الله إيمانهم وخضوعهم وبعين الله ما قاسوه من المحن فعاد ذكرهم ورداً لنبيّ الإسلام فلم يزل يلهج بهم ويدعو لهم ويقول :
«اصبروا آل ياسر موعدكم الجنّة». من طريق عثمان بن عفّان (٢).
ويقول : «ابشروا آل ياسر موعدكم الجنّة». من طريق جابر (٣).
ويقول : «اللهمّ اغفر لآل ياسر وقد فعلتَ». رواه عثمان أيضاً (٤).
__________________
(١) طبقات ابن سعد : ٣ / ١٧٨ طبع ليدن [٣ / ٢٥٠] ، وذكره ابن كثير في تاريخه : ٧ / ٣١١ [٧ / ٣٤٥ حوادث سنة ٣٧ ه ، والحاكم في المستدرك : ٣ / ٤٣٤ ح ٥٦٥٥ ، ٥٦٥٦ ، والذهبي في تاريخ الإسلام : ص ٥٧٢ عهد الخلفاء الراشدين ، وابن أبي شيبة في المصنّف : ٧ / ٥٢٤]. (المؤلف)
(٢) أخرجه الطبراني [في المعجم الكبير : ٢٤ / ٣٠٣ ح ٧٦٩] كما في مجمع الزوائد : ٩ / ٢٩٣ فقال : رجاله ثقات ، وأخرجه الطبراني عن عمّار ، والبغوي ، وابن مندة ، والخطيب [في تاريخ بغداد : ١١ / ٣٤٣ رقم ٦١٨٢] ، وأحمد ، وابن عساكر [مختصر تاريخ دمشق : ١٨ / ٢٠٥] عن عثمان كما في كنز العمّال : ٦ / ١٨٥ [١١ / ٧٢٨ ح ٣٣٥٦٨ ، والحاكم في المستدرك ٣ / ٤٣٢ رقم ٥٦٤٤]. (المؤلف)
(٣) مجمع الزوائد : ٩ / ٢٩٣ نقلاً عن الطبراني [في المعجم الأوسط : ٢ / ٣٠٥ ح ١٥٣١] فقال : رجاله رجال الصحيح غير إبراهيم وهو ثقة [وأخرجه البيهقي في دلائل النبوّة : ٢ / ٢٨٢ ، والحاكم في المستدرك : ٣ / ٤٣٨ ح ٥٦٦٦ ، والذهبي في تاريخ الإسلام : ص ٥٧٢ عهد الخلفاء الراشدين]. (المؤلف)
(٤) مسند أحمد : ١ / ٦٢ [١ / ١٠٠ ح ٤٤١] ، مجمع الزوائد : ٩ / ٢٩٣ فقال : رجاله رجال الصحيح ، وأخرجه البيهقي ، والبغوي ، والعقيلي ، والحاكم في الكنى ، وابن الجوزي [في صفة الصفوة : ١ / ٤٤٣ رقم ٢٧] ، وابن عساكر [انظر : مختصر تاريخ دمشق : ١٨ / ٢٠٨] كما في كنز العمّال : ٧ / ٧٢ [١٣ / ٥٢٨ ح ٣٧٣٦٥ ، وأخرجه الذهبي في تاريخ الاسلام : ص ٥٧٢ عهد الخلفاء الراشدين]. (المؤلف)