فمن خاف عذاب الآخرة اعتبر بأبناء القرى ، ومن لم يخف يوم القيامة حيث يجمع الناس وتشهده الملائكة فما عسى تنفعه الآيات والعبر؟
بينات من الآيات :
[٩٦] الأنبياء «عليهم أفضل الصلاة والسلام» يأتون الى الناس لكي يستأدوهم ميثاق فطرتهم ، ويثيروا في أنفسهم دفائن العقول. ولا يحتاج الأنبياء الى أن يأتوا الى الناس بسلطان مبين ، اي معجز خارق ، ولكنه مع ذلك ترى ان رحمة ربنا سبحانه وتعالى ، تأبى إلّا ان تتم الحجة على العباد بصورة قاطعة. ولا يعذبهم الا بعد ان تتم الحجة عليهم كاملة. ولذلك يقول ربنا :
(وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا وَسُلْطانٍ مُبِينٍ)
ذلك السلطان كان الثعبان الذي ابتلع حبال أولئك السحرة ، مما دعا السحرة أصحاب الحبال ، الى ان يسجدوا الى رب العالمين ، ويؤمنوا باله موسى وهارون كما كان السلطان أيضا ، اليد البيضاء التي كانت لموسى «عليه الصلاة والسلام» معجزة خارقة.
ولكن فرعون الذي أرسل اليه موسى والى ملأه الذين أحاطوا به ، رفض الرسالة.
[٩٧] (إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِ فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ)
اتبع أولئك القوم أمر فرعون الذي كان يعبد من دون الله ولم يكن امر فرعون قائما على أساس العقل ولا على أساس التجربة ، انما كان قائما على أساس الهوى والشهوات. وكم يكون الإنسان ظالما لنفسه حين يتبع من لا يتبع إلّا شهواته. فإذ كانت الشهوات هي مقياس الطاعة ، فاولى بك ان تتبع شهواتك من ان تتبع أهواء الآخرين.