(وَأَسَرُّوهُ بِضاعَةً وَاللهُ عَلِيمٌ بِما يَعْمَلُونَ)
[٢٠] باعوا يوسف بثمن قليل ، دراهم معدودة لقلتها ، وانما يعدّ الشيء القليل ، وزهدوا فيه بالرغم من حسنه المفرط ، وربما السبب محاولة التخلص منه مخافة ان يفضحهم ، ويبيّن انه ليس بعبد فيخسرون حتى هذا الثمن القليل.
(وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَراهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ)
كانت ملامح العبد وصفاته النفسية تختلف عن ملامح يوسف الذي كان كما يقول الرسول فيما روي عنه : «الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم». (١)
لذلك زهد فيه الناس ، ولكن لننظر عاقبة هذا الغلام الذي ينبذه اخوته في البئر ويزهد فيه السيارة ، كيف يصبح سيدا ورئيسا.
التمكين :
[٢١] جاؤوا بيوسف الى مصر حيث اشتراه سيد مصر ومليكهم ليكون مساعده في شؤونه ، أو من ولده وولي عهده.
(وَقالَ الَّذِي اشْتَراهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْواهُ)
أي اجعلي مكانته كريمة وسامية عندك ، فلا تستخدميه كأيّ عبد آخر ، بل حاولي أن تربيه وتكلفيه الأعمال الهامة.
(عَسى أَنْ يَنْفَعَنا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً)
__________________
(١) بح ١٢ ص ٢١٨