وهكذا أصبح الغلام الطريد الذي زهدوا فيه ابنا لعزيز مصر ، وهكذا مكنّه الله في الأرض ماديا ، أما معنويا فسوف يعلمه من تأويل الأحاديث حتى يعرف عواقب الأمور ، وسنن الحياة وأنظمة الكون.
(وَكَذلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ وَاللهُ غالِبٌ عَلى أَمْرِهِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ)
يزعم الناس أن حوادث الزمان تجري على غير هدى ، ولا يعلمون ان وراء ما يسمى بالصدف ارادة حكيمة ، ووراء ما يسمى بالانظمة والسنن الطبيعية تدبير رشيد من الله سبحانه ، وهكذا يشاء تدبير الله أن يزهد في يوسف قوم فيشتريه عزيز مصر ، كما يشاء تدبيره الّا يقتل بل يوضع في غيابت الجب ، وأن تكون أول قافلة تجارية تمر من هناك متجهة الى مصر ، وهكذا تتلاحق ما يسمى بالصدف ، والاتّفاقات حتى يصبح يوسف سيد مصر.
[٢٢] شبّ يوسف وبلغ سنّ الرشد ، وأتاه الله النبوة والعلم بسبب إحسانه.
(وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ)
يبدو لي ان بلوغ الأشد هو بلوغه سن الرشد.
(آتَيْناهُ حُكْماً وَعِلْماً)
الحكم هي السلطة الالهية التي تتجسد في النبوة ، بينما العلم هو فقه الأحكام الشرعية وما يتصل بها من متغيرات الحياة.
(وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ)
فلان يوسف أحسن الى الناس وتحمل الصعاب من أجلهم ، فالله بعثه رسولا