تمويه الحقيقة ، أما لو أخّر الله عنهم عذاب الدنيا الذي هو طريق آخر لتنبههم فستراهم ينكرونه أصلا ، ويقولون : ما الذي يحبس العذاب عنا ما دمنا مستحقين له ، ولا يعلمون ان العذاب لو نزل بساحتهم فلا يصرف عنهم ، وسوف يحيط بهم ذلك الذي كانوا به يستهزءون.
بينات من الآيات :
إحاطة علم الله :
[٥] الكفار يثنون صدورهم ، استخفاء للحقيقة ، فتراهم يسرون في قلوبهم وكأنهم يطوون صدورهم فوق الشر ، ويعطفونها عليه ، أو كأن المرء منهم حين يريد ان يقول سرا ينحني وينثني ـ تبعا لذلك ـ صدره ، ولكن هل ينفعهم ذلك شيئا. كلا .. لأن الله عليم بسرهم وعلانيتهم ، وما يتداخل في صدر البشر من شهوات وأهواء وعوامل مختلفة للرفض والإنكار كالاستكبار والجهل واللامبالاة وحب الدنيا والدعة.
(أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيابَهُمْ)
في اللحظات التي يختلون بأنفسهم تحت غشاء الثياب ، حيث يبقى الفرد ووجدانه ويحاكمه وجدانه على إنكاره للرسالة ، وكذبه ونفاقه ، والله شاهد آنئذ عليه.
(يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ)
[٦] وعلم الله محيط بكل شيء وكذلك رحمته ، فهو الذي يرزق كل دابة في الأرض ، فكيف لا يعلم بها.
(وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللهِ رِزْقُها وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّها