يبدو أن كل النسوة اشتركن في المؤامرة ضد يوسف ، لذلك اتهمن يوسف ، وذكر الملك ان الكيد الشيطاني لا يدوم.
وجاء في حديث ظريف مأثور عن النبي (ص) انه قال بهذه المناسبة :
«لقد عجبت من يوسف وكرمه وصبره ـ والله يغفر له ـ حين سئل عن البقرات العجاف والسمان ، ولو كنت مكانه ما أخبرتهم حتى اشترط أن يخرجوني من السجن ، ولقد عجبت من يوسف وصبره وكرمه ـ والله يغفر له ـ حين أتاه الرسول فقال إرجع الى ربك ولو كنت مكانه ولبثت في السجن ما لبث ، لأسرعت الاجابة وبادرتهم الباب وما ابتغيت العذر ـ انه كان لحليما ذا أناة ـ» (١)
[٥١] وهكذا بقي يوسف في السجن الى أن يتم التحقيق في سبب سجنه ، واستحضر الملك النسوة وسألهن عن سبب تقطيع أيديهن ، وهل كان ذلك بسبب فعل يوسف لشيء ـ حاشاه ـ ، ولم يحرن جوابا ، فاعترفن بحقيقة الأمر ، وان يوسف كان نقيّ الجيب ، وانهن دونه طلبن الفاحشة.
(قالَ ما خَطْبُكُنَّ إِذْ راوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ)
أي هل بسبب انه كان أهلا لهذا.
(قُلْنَ حاشَ لِلَّهِ ما عَلِمْنا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ)
لقد كان نظيفا للغاية ، واستعذن بالله من اتهام يوسف بسوء ، فلما شهدن بالأمر اضطرت امرأة العزيز إلى الاعتراف هي الأخرى.
__________________
(١) نور ثقلين ج ٢ ص ٤٣١