شواهد حالهم ، أما أحوالهم السابقة فلم تكن لهم سوابق السرقة.
(قالُوا تَاللهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ ما جِئْنا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ وَما كُنَّا سارِقِينَ)
يقال : ان اخوة يوسف أعادوا اليه ما وجدوه في رحالهم. زعما منهم بأنه قد وضع خطأ ، وانهم حينما دخلوا مصر سدّوا أفواه دوابهم لكي لا تأكل من زرع الناس احتياطا على دينهم وكل ذلك دفعهم الى الاعتقاد بان ملك مصر وملائه على يقين بصلاحهم ، وبراءتهم عن تهمة السرقة.
عقاب السرقة :
[٧٤] وقبل ان يستخرج يوسف الصاع من رحل أخيه بنيامين. سأل اخوته عن جزاء السارق في دينهم ، وكان هذا أسلوبا جديدا في الحكم ان يعترف المجرم بحكم الجريمة لو ثبتت عليه : ـ
(قالُوا فَما جَزاؤُهُ إِنْ كُنْتُمْ كاذِبِينَ)
[٧٥] كان ولا يزال جزاء السرقة مختلفا عند الشعوب باختلاف الظروف المعيشية ، ولأن السرقة خرق للنظام الاقتصادي القائم وللقوانين الاجتماعية الحاكمة ، فلا بد ان يكون عقابها متناسبا مع ذلك النظام وتلك القوانين ، وفي مصر حيث الرخاء كانت السرقة خروجا على العرف الاجتماعي وجزاؤها الضرب والسجن ، بينما في فلسطين ذلك اليوم حيث القحط كانوا يستعبدون السارق بقدر سرقته لأن السرقة كانت بهدف أخذ حقوق الناس ولدوافع اقتصادية.
لذلك تجدهم يحددون جزاء السارق حسب بلدهم.
(قالُوا جَزاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزاؤُهُ)