وتزعمون ان الله يجزي المتصدقين؟ الآن عرفتم هذه الحقيقة. أم لأنها في مصلحتكم توسلتم بها؟
وحل اللغز :
[٩٠] كان واضحا ان تقريع العزيز لم يكن عبثا ، وانما كان يتناسب مع شعورهم الداخلي لأن مشاكلهم انما هي بسبب ما فعلوه بأخيهم يوسف .. وهنا أدركهم روح الله الذي طلبوه بإرشاد والدهم يعقوب ـ فعرفوا ـ بلغته الذكية ان الذي يخاطبهم هو يوسف ذاته.
(قالُوا أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ)
قالوا بلحن السؤال المليء بالتعجب والشوق الى الجواب.
(قالَ أَنَا يُوسُفُ وَهذا أَخِي قَدْ مَنَّ اللهُ عَلَيْنا)
ولم ينسى يوسف ان يذكرهم بعبرة الحياة ويقول :
(إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ)
اي ان من يقاوم ضغوط الشهوات ، ويقاوم الحسد والحقد ، ويبقى مستقيما على تقواه. صابرا على المكاره التي تصيبه بسبب التقوى .. فان الله يجزيه بقدر إحسانه الى الآخرين ، والقرآن يؤكد في سورة يوسف على قيمة الإحسان لأهميتها في الملك ، وفي الحصول على مغانم الدنيا.
لحظات الاعتراف :
[٩١] فاعترفوا بذنبهم ، وبأن الله حين فضله عليهم فانما بعلمه وحكمته البالغة.