(قالُوا تَاللهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللهُ عَلَيْنا وَإِنْ كُنَّا لَخاطِئِينَ)
إن خطأهم الأساسي كان في مقاومة سنة الله التي لا يزيدها رفض الناس لها الا عجلة.
[٩٢] اما يوسف (ع) الذي عرف عاقبة الغرور بالقوة ، وكيف ان اخوته قد أسكرهم خمر العصبية فقاموا بجريمة منكرة وحطموا مستقبلهم ، اما يوسف عرف ان زكاة النصر هي العفو فقد تسلح بقيمة الإحسان التي رفعته الى هذا المقام بإذن الله. وعفا عنهم بل وأعطاهم الأمل بأن يعفو عنهم الله لكي لا يلاحقهم شبح الجريمة فتتعقد أنفسهم ، وتسوء أخلاقهم فيقوموا بجرائم اخرى ..
(قالَ لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ)
اي لا توبيخ ولا تقريع.
(يَغْفِرُ اللهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)
[٩٣] ثم أمرهم بأخذ قميصه الى والده يعقوب. وهو ذلك القميص الذي تضوع بعبق جسده ذا النكهة الخاصة التي لا بد لأبيه الواله من معرفته بسبب تركز احاسيسه في لحظة المصاب وتذكره كل شيء من يوسف .. بسبب استمرار حضور يوسف في مخيلته رغم مرور أربعين سنة على فراقه.
(اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هذا فَأَلْقُوهُ عَلى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيراً وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ)
ان الحزن البالغ الذي ذهب بنور عين الشيخ الواله .. يتبدل فجأة الى سرور بالغ فتنشط خلايا جسده جميعا ، ويعود بصيرا بأذن الله.