الغزيرة التي تجتمع منها الأنهار العظام»(١)
يقول علماء الجيولوجيا : ان الأرض تعتمد على شبكة قوية ومنظمة من الصخور المتصلة مع بعضها داخل القشرة الارضية والتي تكون نتوءات أو مرتفعات بعض الأحيان ، ولو لا هذه الشبكة داخل وخارج الأرض لتناثرت الأرض يمينا وشمالا مع دوران الأرض ، ولما صار للأرض شكلا معينا ، فالجبال والشبكة الداخلية لها كالهيكل العظمي للأرض يحفظ شكلها.
(وَمِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ جَعَلَ فِيها زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ)
ما علاقة الأرض بالجبال ، وما علاقة الأنهار بالجبال ، وما علاقة النبات بالأنهار.
هذه أشياء مختلفة لكن كل واحد يخدم الآخر ، ألا يدل ذلك على وحدة الصانع ، وأن الأشياء مهما اختلفت فهناك رابط دقيق يربط بين عناصر الكون.
فالنبات له دلالة كبيرة إذ لم يخلق من النبات جنسا واحدا ، بل من كل نوع من النبات جنسين ذكر وأنثى ليتم التناسل والتكاثر ، الا تكمن حكمة الله في ذلك؟!
(يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ)
وهذا الاختلاف دليل آخر على وحدانية الله سبحانه ، واما لماذا قال بأن الليل هو الذي يغشى النهار ، فلأن الأصل في الحياة هو الليل ، فتأتي الشمس لتبدد هذا الظلام بعضا من الوقت ، هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى فانّ الّليل والنهار لهما
__________________
(١) بحار الأنوار ـ ج ٣ ـ ص ١٢٧