حتى تبلغ التمام والكمال ، قال عليه السّلام :
«أول ذلك تصوير الجنين في الرحم حيث لا تراه عين ، ولا تناله يد ، ويدبره حتى يخرج سويا مستوفيا جميع ما فيه قوامه ، وصلاح الأحشاء والجوارح والعوامل الى ما في تركيب أعضائه من العظام واللحم والشحم والعصب والمخ والعروق والغضاريف ، فاذا خرج الى العالم تراه كيف ينمو بجميع أعضائه وهو ثابت على شكل وهيئة لا تتزايد ولا تنقص الى أن يبلغ أشدّه ..» (١)
وعلم الله محيط بما تحمل الإناث من الأجنة «وما تغيض» أي ما تفيض وتسقط مما لم يكتمل خلقه ، «وما تزداد» سواء كانت الزيادة في العدد أو الزيادة في الأعضاء.
جاء في تفسير العياش عن الامام الصادق (ع):
«ما تحمل أنثى : الذكر والأنثى ، وما تغيض الأرحام : ما كان من دون التسعة وهو غيض ، وما تزداد : ما رأت الدم في حال حملها ازداد به عن التسعة أشهر».
«ما تغيض : ما لم يكن حملا ، وما تزداد : الذكر والأنثى جميعا» (٢)
(وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدارٍ)
لكل شيء في هذا الكون حدّ محدود ، وقدر مكتوب فنحن لا نعرف هذه الأقدار لذلك ننسب الأشياء الى الكبر والصغر ، والطول والقصر ، ولكن لو تعمقنا لعلمنا ان
__________________
(١) بحار الأنوار ـ ج ٣ ـ ص ١١٧ ـ ١١٩
(٢) تفسير الصافي ـ ج ٣ ـ ص ٥٩