آيات القدرة والهيمنة في السماء :
[١٢] (هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً)
خوفا من الصواعق ، وطمعا لما تنبئ به من المطر. والخيرات.
(وَيُنْشِئُ السَّحابَ الثِّقالَ)
السحاب المثقل بالأمطار.
جاء في حديث طويل في جدال للإمام الصادق مع ملحد في التوحيد يشتهر باسم توحيد الاهليليجية :
«ثم نظرت العين الى العظيم من الآيات من السحاب المسخر بين السماء والأرض بمنزلة الدخان ، لا جسد له يلمس بشيء من الأرض والجبال ، يتخلل الشجر فلا يحرك منها شيئا ولا يهصر منها غصنا ، ولا يعلق منها بشيء ، يعترض الركبان فيحول بعضهم من بعض من ظلمته وكثافته ، ويحتمل من ثقل الماء وكثرته ما لا يقدر على صفته ، مع ما فيه من الصواعق الصادعة ، والبروق اللامعة ، والرعد والثلج ما لا تبلغ الأوهام صفته ، ولا تهتدي القلوب الى كنه عجائبه ، فيخرج مستقلا في الهواء يجتمع بعد تفرقه ، ويلتحم بعد تزايله ، تفرّقه الرياح من الجهات كلها الى حيث تسوقه بإذن الله ربها ، يسفل مرة ، ويعلو اخرى ، متمسك بما فيه من الماء الكثير الذي إذا أزجاه صارت منه البحور ، يمرّ على الاراضي الكثيرة ، والبلدان المتنائية ، لا تنقص منه نقطة حتى ينتهى الى ما لا يحصى منه الفراسخ فيرسل ما فيه قطرة بعد قطرة ، وسيلا بعد سيل ، متتابع على رسله حتى ينقع البرك ، وتمتلئ الفجاج ، وتمتلئ الاودية بالسيول كأمثال الجبال غاصة بسيولها ، مصمخة الآذان لدويها وهديرها ، فتحيي بها الأرض الميتة فتصبح مخضرة بعد ان كانت مغبرة ، ومعشبة بعد ان كانت مجدبة ، قد كسيت ألوانا من نبات عشب ناضرة