وكيف نقبل بولايتكم علينا أم كيف يخصكم الله بالرسالة من دوننا ، وكان من ضعف ثقتهم بأنفسهم كبشر انهم لم يصدقوا أنفسهم ان يبعث الله إليهم بشرا رسولا.
هاء : ثم قالوا إنّ تعاليمكم مخالفة لتقاليدنا التي ورثناها من آبائنا وتعودنا عليها.
(تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونا عَمَّا كانَ يَعْبُدُ آباؤُنا)
واو : فطالبوهم بحجة أقوى من مجرد التذكرة ، بحجة مادية مثل احياء الموتى وتفجير ينابيع الأرض ذهبا ، والعروج الى السماء ، ليضطروا الى الايمان ، ولم يكتفوا بهدى عقولهم ، ولم يقاوموا ضغط التقاليد بإرادة التحرر منها لذلك قالوا :
(فَأْتُونا بِسُلْطانٍ مُبِينٍ)
[١١] زاء : واعترف الرسل بأنهم بشر ، لا يتميزون عن غيرهم سوى الوحي الذي هو مضاف الى شخصياتهم ، وليس جزء منها.
(قالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ)
وهذا التأكيد القرآني جزء من دعوة الرسل ، ودليل صدق على انهم لم يجعلوا الافتراء على الله وسيلة للمكاسب المادية ، ولا يريدون ذلك ولا يسمح لهم ربهم بذلك أبدا.
(وَلكِنَّ اللهَ يَمُنُّ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ)
بالرسالة ، ويقدر ما يمن الله يصبح الرسول عظيما ، لذلك لا يملك الرسول قدرة الإيتاء بالآيات الجديدة حسب رغباته.