(قالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللهِ شَكٌّ فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ)
وذا أنتفي الشك في الله ، فان كل شك وريب آخر في الرسالة سيكون باطلا ، لأنه هو الذي بعث بالرسل ، وأظهر على أيديهم المعاجز.
دال : وبعد ان عالجوا المشكلة العقلية عندهم بتذكرتهم بفاطر السموات والأرض وبأنه لا شك فيه لأنه وجداني. بعدئذ أخذوا يعالجون السبب الحقيقي لكفرهم وهو مشكلتهم النفسية ، وأثاروا فيهم حبهم لأنفسهم فقالوا : ربكم يدعوكم برسالاته لمصلحتكم.
(يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ)
ولنا ان نتساءل : لماذا لا يغفر ربنا كل الذنوب؟
أولا : ان بعض الذنوب يأتي بها العبد تكبرا وعنادا ، ففي الحديث :
«قد يرى الله عبده على ذنب فيقول له : افعل ما شئت فاني لا أغفر لك أبدا»
ثانيا : ان بقاء بعض الذنوب سيف مسلط على غرور البشر ، وأمنه من كيد الله ، وعجبه بذاته لكي يبقيه أبدا بين الخوف والرجاء.
(وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى)
ذلك لان دعوة الأنبياء ليست من أجل إخلاد البشر في نعم الدنيا التي لا تبقى ، وهم لا يبقون لها ، بل من أجل توفير الفرصة له ليستمر الى آخر اجله المحدد له سلفا ، والا تنزل عليه الكوارث فتبيده قبل حلول أجله.
(قالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا)