(يَتَجَرَّعُهُ وَلا يَكادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ وَما هُوَ بِمَيِّتٍ)
ذلك أن الموت ينعدم في الدار الآخرة.
(وَمِنْ وَرائِهِ عَذابٌ غَلِيظٌ)
أي امامه عذاب كثيف.
المنهج الالهي حصن الحضارة :
[١٨] وأعمال هؤلاء تذهب عبثا ، لأنها لا تجري مع سنن الله في الأرض ، كمثل الذي يحث الخطى بعد أن ضل الطريق وتاه في الصحراء ، فهل يبلغ هدفه؟!
(مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمالُهُمْ كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عاصِفٍ)
اي يوم اشتدت الرياح فيه عصفا ، منذ بدايته الى نهايته ، ان الرماد ينبث في الفضاء بسبب عدم استقراره على أساس ثابت ، وعدم وجوده في حصن منيع ، كذلك العمل الذي لا ينبعث من أرض الأيمان الصادق ، ولا يحصّنه المنهاج السماوي.
(لا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلى شَيْءٍ)
بالرغم من ان أساس الكون قائم على ان للإنسان ما سعى ، ولكن السعي الذي يتبع الهوى ، ويخضع لضغط الطبيعة ، ولشهوات الناس يكون كالرماد الذي تشتد به الريح لتجد كل جزء منه في اتجاه بينما السعي الذي يستقيم في الخط الصاعد ، يستمر.
(ذلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ)
الذي لا ينفعه الكسب ، وهو أفضل ثمرات العمر.