وكان هذا الفريق يتبعون الخيال والظنون ، ويرمون الأفكار الجديدة التي تخالف مصالحهم بأنها كذب. انطلاقا من عنجهيتهم وتكبرهم.
[٢٨] وأجاب نوح (ع) على شبهاتهم :
أولا : بأنه على بينة من ربه ، فهو بالرغم من بشريته فأنه يملك ما لا يملكون وهو الهدى ، والحجة من ربه عليه.
ثانيا : ان المال الذي يفقده يعوض بما يؤتيه الله من رحمته الواسعة ، التي هي أهم من المال. إذ ان الثروة لا تحل كل المشاكل بعكس رحمة الله التي تقضي على أكثر الصعاب.
وثالثا : ان ظنهم الفاسد بكذبه (ع) ، آت من عماهم ، وعدم تفكرهم الجدي ، وفي هذه الحالة لا يجبرهم نوح على الرسالة ، وهذا الكلام قد يكون ردا على قولهم :
(وَما نَرى لَكُمْ عَلَيْنا مِنْ فَضْلٍ)
حيث كانوا يزعمون : ان الرسول كالملك ، يجب ان يملك قوة مادية قاهرة تفرض على الناس خطّا معيّنا ، بينما الرسول جاء من أجل الهداية التي لا تتأتي من دون الإختيار والحرية.
(قالَ يا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ)
اي خفيت هذه البينة ، وربما البينة هي الصراط السوي أو الحجة الواضحة.
(أَنُلْزِمُكُمُوها وَأَنْتُمْ لَها كارِهُونَ)