والعلم بمفاتيح الغيب ينبوع من خزائن القدرة ، فربنا الذي يحيط علمه بالسلف والخلف ، واليه مصير الناس جميعا.
هكذا : تتصل شؤون البشر بمشيئة الله. ابتداء من أمه الأرض ـ الى معيشته فيها ـ الى ماء السماء ، واليه المصير. أو ليس الأفضل التسليم له؟
بينات من الآيات :
دليل الله في الأرض :
[١٩] أحب البشر أرضه ، التي نبت فيها ، وارتضع من خيراتها ، ودب عليها ، ومن أجل الدفاع عن بضعة أشبار منها أرخص دمه. أو لا يعلم ان الأرض هذه خلقها الله ، ومدها من تحته من بعد ان كانت كتلة ملتهبة ، ثم قرّر الجبال فيها ، ووضعها حيث تحافظ على توازنها على أدق نظام ، وهو الذي أحاط علما بوزن الجبال.
(وَالْأَرْضَ مَدَدْناها وَأَلْقَيْنا فِيها رَواسِيَ)
الرواسي ، الثوابت وواحدها راسية والمراسي ما يثبت به (١).
(وَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ)
الوزن أدق من الكيل ، وكل شيء له وزنه الخاص ليس فقط كمجموع بل كما نعلم ان كل مادة كيمياوية تتركب من ترتيب نسب معينة من المواد الاخرى. لا تزيد ولا تنقص بحيث لو زادت أو نقصت لأصبحت مادة أخرى تختلف بل تتناقض
__________________
(١) مجمع البيان ٣٣٢ ج ٥ ـ ٦.