ويبدو أن توجيه لوط الى البنات كان يهدف بالاضافة الى ما قلنا : تذكرة قومه ان السبيل القويم لإفراغ الشهوة الجنسية هو السبيل الفطري الذي يحافظ على النسل ، وليس الشذوذ الجنسي ، ومن هنا يكون حديثه شاملا لبناته من صلبه ، وبنات قومه باعتباره شيخا ، أو قائدا يعتبر كل الفتيات بناته.
[٧٢] ولكنهم كانوا مترفين قد أسرفوا في الشهوات حتى أسكرتهم الغريزة الجنسية فلم يعودوا يفرقون بين الإناث والذكران ، ولا بين الغريب والضيف والمستجار وبين قومهم.
(لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ)
أيّ قسما بحياتك يا رسول الله ، وأنت يا من تتلوا القرآن ان قوم لوط قد فقدوا أبصارهم بسبب سكرة الشهوات ، والعمر ولعمر بمعنى ولكن عند الحلف يستخدم عمر بالفتح.
[٧٣] عند ما لم يبق أمام لوط أيّ حل ، ركن الى الله ذلك الركن الشديد فكشفت الملائكة عن حقيقتهم له ، وطمأنوا لوطا بأنهم لن يصلوا اليه ، وجرى بينهم وبين لوط ، الحوار الذي بيّنه السياق.
(فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ)
عند الصباح ، حين لم يستطيعوا أن يردوا عن أنفسهم البأس.
[٧٤] وقلب الله مدينتهم على رأسهم.
(فَجَعَلْنا عالِيَها سافِلَها وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ)
والسجيل فارسي معرب ، أيّ سنك وكل (حجارة وطين) وقال أبو عبيدة : هو