وكان الاعتداء على الضيف بمثابة الاعتداء على من هو في بيته في عرف تلك القبيلة الصحراوية.
[٦٩] ثم نصحهم أكثر فأكثر ودعاهم إلى الحذر من عذاب الله ، وبين أن الاعتداء على ضيوفه يلحق الخزي به ، وهو لذلك يدافع عن شرفه إذا تعرض ضيوفه لأذى.
(وَاتَّقُوا اللهَ وَلا تُخْزُونِ)
[٧٠] أما هم فقد رفضوا قبول إجارة لوط ، لأنه كان يفعل ذلك دائما ، فكلما دخل قريته غريب استضافه حتى لا يصاب بأذى من قبل قومه ، وكانوا قد أكدوا عليه ألا يقبل بعدئذ أيّ ضيف.
(قالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعالَمِينَ)
ونستوحي من هذه الآية أمرين :
الأول : ان القبيلة العربية فقدت مع الزمن خصائصها الانسانية كاجارة الضيف ، ولم تبق فيها بقية من قيم يتشبث بها الضعيف والغريب.
الثاني : ان لوطا عليه السّلام ضحى بكلّ ما يملك من أجل الضعفاء ، فبذل شرفه وكرامته من أجلهم ، وهكذا ينبغي ألّا يكتفى بترداد شعار الدفاع عن المحرومين ، بل لا بدّ أن يدعم بالعمل الواقعي.
[٧١] وبلغ الأمر بلوط أن عرض على قومه التزوج ببناته لكي لا يتعرضوا لضيوفه بأذى.
(قالَ هؤُلاءِ بَناتِي إِنْ كُنْتُمْ فاعِلِينَ)