من تلقاء نفسه ، وقيل : يعني نوحا ، وانه يقول على الله الكذب». (١)
بيد انه يمكن ان يفسر القرآن على أكثر من وجه فيكون المراد ليس فقط رسالة محمد (ص) وانما رسالة نوح أيضا.
[٣٦] ولم يترك نوح عليه السلام الجدال مع قومه الا بعد أن اوحى اليه ربه انه يستحيل ايمان قومه بعد الآن ، وان عليه الا يحزن عليهم ، والا يعيش حالة البؤس بسبب أفعالهم.
(وَأُوحِيَ إِلى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلا تَبْتَئِسْ بِما كانُوا يَفْعَلُونَ)
ان رسل الله عليهم السلام يتمحصون حول الله ، ويصحبون شعلة من الحركة والاندفاع من أجل تبليغ رسالة الله. حتى يكادوا يهلكون أنفسهم حزنا بسبب عدم إيمان الناس ، وجاء في القرآن : (طه ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى) (٢) وجاء : (فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ عَلى آثارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً) (٣) وهذا نوح عليه السلام يبلغ حالة البؤس والاستكانة بسبب ما يفعله ، ولكن الله ينهاه عن ذلك. ويأمره بمتابعة دربه.
انهم مغرقون :
[٣٧] وتبدأ رحلة الجزاء التي بدأت بصنع السفينة.
__________________
(١) المجمع ج ٦ ، ٥ ص ١٥٨.
(٢) طه / ١.
(٣) الكهف / ٦.