(قالُوا يا صالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينا مَرْجُوًّا قَبْلَ هذا أَتَنْهانا أَنْ نَعْبُدَ ما يَعْبُدُ آباؤُنا)
ولقدسية الماضي في أعينهم ارتابوا في الرسالة سلفا ومن دون تفكر ، وقالوا :
(وَإِنَّنا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونا إِلَيْهِ مُرِيبٍ)
ربما تشير الآية الى ان قوم صالح لم يكتفوا بالشك فيه ، بل اتهموه بالباطل ردا على تجهيل آبائهم ، ورميهم بالضلالة.
[٦٣] ودافع صالح عن نفسه ، وبين سبب استقامته على هدى الرسالة رغم ضغوطهم ، وضرب لهم مثلا بعمله هذا ، لكي يقاوموا ضغط الماضي ، ويتحرروا من قيوده ، فبين انه على سبيل واضح بينه له ربه ، وقد انتهى به السير في السبيل الى تحقيق مكاسب عملية من الهدى والطمأنينة و.. و.. وانه يخشى ربه ان عصاه ، وأنهم لا يقدرون على تقديم العون له.
(قالَ يا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتانِي مِنْهُ رَحْمَةً)
فلما ذا لا تشكون في طريقتكم ، وتفكرون بأن هذا الطريق قد يكون صحيحا؟! لا سيما وهناك خوف الضرر.
(فَمَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللهِ إِنْ عَصَيْتُهُ)
ان البشر يفكر في تغيير طريقته لو أحس بالخطر وخاف منه ، ولذلك ينبه القرآن الى احتمال الخطر في حالة عدم التفكير في صدق الرسالة.
(فَما تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ)