[٧٠] وانتظر إبراهيم ضيوفه ليأكلوا أو حتى ليبادروا الى التهام العجل الحنيذ على عادة الراحلين عبر الصحراء ، ولكنهم لم يفعلوا ، فأنكرهم كيف لا يأكلون؟! وخاف منهم لأن الضيف الذي لا يأكل يضمر الشر ، ولكنهم سرعان ما بددوا خوفه الذي أحس به ، واظهروه على حقيقة الأمر ، وأعلنوا مهمتهم وهي بشارته بهلاك قوم لوط بعد طول عنادهم.
(فَلَمَّا رَأى أَيْدِيَهُمْ لا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قالُوا لا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمِ لُوطٍ)
[٧١] وظهرت في الصورة المرأة الصبورة التي رافقت زوجها إبراهيم في جهاده الطويل وهي سارة بنت هارون ابنة عم إبراهيم ، وزوجته ورفيقة دربه ، فاذا بها تضحك من بشارة الرسل وهي قائمة تصلي ، أو تخدم الضيوف.
(وَامْرَأَتُهُ قائِمَةٌ فَضَحِكَتْ)
وهنا بادر الرسل بإطلاق البشارة الثانية والأعجب حيث بشروها بانجاب الأولاد ...
(فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ)
[٧٢] وتعجبت كيف تلد وهي عجوز وزوجها شيخ طاعن في السن.
(قالَتْ يا وَيْلَتى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهذا بَعْلِي شَيْخاً إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ)
[٧٣] وعاد الرسل يبشرونهم بثالثة البشارات وأعظمها وهي مرضاة الله التي تتجسد في الرفاه والخير والرحمة من الله ، وفي الانتشار والتقدم والتعامل ، وبالتالي البركات من جهة ثانية ، لأنهم أهل بيت الجهاد والايمان ولأن الله حميد مجيد.