والآيات هذه توحي إلينا بفكرة أخرى ، تلك هي فكرة ارتفاع الإنسان الى هذا المستوى ، حيث يكلمه الله سبحانه وتعالى تكليما.
نحتفظ بهذه الصورة لنقارنها بعدئذ بصورة آتية ، وهي صورة (فرعون) ، فمرة يكون الإنسان في صورة (موسى) ومرة يكون في صورة (فرعون) ، وكلّ واحد من أبناء آدم في قلبه إنسانان ، موسى وفرعون ، فخذ لنفسك ما تشاء.
وهناك أفكار أخرى تستلهم من هذه الآيات سوف نتعرض لها عبر حديثنا التفصيلي.
بينات من الآيات :
حديث موسى :
[٩] (وَهَلْ أَتاكَ حَدِيثُ مُوسى)
وهذا الكلام ليس موجها الى رسول الله (ص) فقط وانما هو ـ بصورة مركزة ـ موجّه إليك وإليّ.
[١٠] (إِذْ رَأى ناراً فَقالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ ناراً)
عند ما جاء موسى (ع) من مدين الى مصر وبعد أن تاه في الطريق مع أهله فاذا به يشاهد نارا من بعيد فيتجه إليها لعله يحصل على جذوة منها كي يتدفى هو وأهله ، وآنست : مأخوذة من الأنس فلعله جاء تعبيرا عن تصور وجود بشر هناك.
(لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْها بِقَبَسٍ)
ربما كانت النار بعيدة فلم يشأ موسى أن يأخذ أهله الى تلك النار فيحمّلهم