[١٣] (وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِما يُوحى)
الاختيار هو تفضيل شيء لصفة مميّزة فيه ، وانما اختار ربنا الحكيم موسى (عليه السلام) لما وجد فيه من الصفات المثلى لحمل الرسالة ، وأهمها ـ فيما يبدو لي ـ صفة : الخروج عن الذات ، والاهتمام بالآخرين.
وهذه الصفة كانت متوفرة في كلّ الأنبياء وفي موسى ـ عليه السلام ـ بالذات ، فأنت ترى انه نسي أهله ، وجلس يتحدث مع الله حديثا مفصلا ، لم يقل : ائذن لي يا الهي حتى أذهب واحضر أهلي ثمّ أكمل الحديث ، كلّا بل ظلّ يواصل الكلام ، كذلك يقول الله عن يوسف : (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْناهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) ، إن الله يجزي أولئك الذين يحسنون الى الناس ويحبونهم ويعملون من أجلهم ، ويخرجون عن ذواتهم من أجل المصلحة العامة ، هؤلاء يهديهم الله بإعطائهم الرسالة ، والحكم (الرسالة).
خلاصة الوحي :
[١٤] (إِنَّنِي أَنَا اللهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي)
إن خلاصة الوحي هي هذه الكلمات : الايمان بالله إلها واحدا وعبادته.
(وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي)
وإقامة الصلاة ليست فقط بهذه الحركات الشكلية التي يؤديها المصلي ، وانما هي رمز لخضوع الإنسان لأمر الله عزّ وجل ، واستعداده لتطبيق كلّ أوامره وشرائعه على نفسه وعلى أسرته وعلى مجتمعة وأمته. ولذلك فهي عمود الدين ان قبلت قبل ما سواها ، وإن ردّت ردّ ما سواها ، ومن هنا وجب إقامة الصلاة متى ما ذكرها الفرد في وقتها أو بعده ، كما روى عن أنس عن النبي صلى الله عليه وآله :