«من نسي صلاة ، فليصلها إذا ذكرها ، لا كفارة لها غير ذلك ، وقرأ : (وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي)» (١)
لما ذا قال الله لذكري؟
ان العبادة الشعائرية وحدها لا تكفي ، لأن تلك العبادة بمرور الزمن تتعرض للانحراف والتشويه ، لذلك فان الإنسان بحاجة الى ذكر دائم لله كي تبقى عبوديته لله سبحانه وتعالى في مأمن من التحول ـ بسبب ضغوط الحياة ووسوسة الشيطان ـ الى عبودية غير الله في شتى صورها.
لذلك ـ أتصور ـ إن كلمة «ذكرى» تعني : ان ذكر الله سبحانه إنما هو في الواقع الهدف الأسمى من الصلاة ، حيث جاء في آية أخرى «وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ» ، فالصلاة تهدف الى ذكر الله والارتباط المباشر به سبحانه.
وهذه الآية تدل على أن في الصلاة وجوبين :
الوجوب الأول : هو الصلاة في وقتها.
والوجوب الثاني : هو أن الصلاة واجبة بعد وقتها ، فاذا نسيت الصلاة وفات وقتها ، فعليك أن تقضيها في غير وقتها ، لما ذا؟ لأن وجوب الصلاة إنما هو لذكر الله ، وذكر الله هو سر السعادة والفلاح في الدنيا والآخرة ، لأنه سبحانه مصدر الخير الحقيقي في هذا الوجود ، ولا يمكن للعبد المخلوق أن يحصل من الله على الخير ، في حين أنه منصرف عن ذكره والتوجه إليه.
كما تدل الآية أيضا على أن الصلاة يجب أن تكون بخشوع ومن أجل ذكر الله ،
__________________
(١) المصدر / ص ٣٧٥.