فأساس الصلاة هو تحيتك مع الله ، فحينما تركع وتقول : «سبحان ربي العظيم وبحمده» أو تسجد وتقول : «سبحان ربي الأعلى وبحمده» فان هذا هو نوع من التحية لربك تحييه بتنزيهه وتعظيمه.
الحتمية التي لا بدّ منها :
[١٥] (إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكادُ أُخْفِيها لِتُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما تَسْعى)
في بعض المدن التي تفتقد الأمن ، ترى أن السلطة تقوم ببعض الدوريات المفاجئة ، بالاضافة الى الدوريات الاعتيادية الثابتة ، فجأة تأتي دورية تقف على رأس شارع معين ، وتأخذ بتفتيش المّارين ، لماذا؟ لان الناس إذا كانوا يعرفون متى وأين تأتي الدورية فان بامكانهم أن يفلتوا منها بطريقة أو بأخرى.
وكذلك نلاحظ في بعض المدارس ، أنّ الأساتذة لا يحددون موعد الامتحان الى الطلبة ، وفلسفتهم في ذلك أن كثيرا من الطلبة لو علموا بهذا الأمر ، سيتقاعسون عن الدرس بانتظار أقرب موعد للامتحان ، حيث يجدّون ويجتهدون لفترة قصيرة فقط.
إنّ الله سبحانه وتعالى قد جعل الدنيا دار عمل وسعي يمر فيها الإنسان بمواقف كثيرة وامتحانات عديدة ، فيتحتّم عليه أن يبذل كلّ ما في وسعه ليجتازها بنجاح ، ولا يتقاعس أو يؤخر واجباته على أمل أن يقوم بها فيما بعد ، لأن الموت قد يفاجئه في أيّ لحظة ، ويفقد تلك الفرصة الذهبية الثمينة التي منحها الله إياه في الدنيا ، ثمّ لا يجد في الآخرة إلّا الحسرة والندامة ، والإنسان بطبعه يغفل أو يتغافل عن يوم الحساب ، وحينما يغفل فانه يقوم بجرائم وأخطاء ، فالغفلة طبيعية عند الإنسان ، وربما كان هذا من سنة الله ، فلو لم تكن الغفلة موجودة لم يكن الامتحان موجودا.
ولكن ما الذي يميز الطيبين عن الأشرار؟