ثانيا : ان على الإنسان أن يتطلع الى ولد يرث الماضي ، ويصنع المستقبل كما يحيى (ع).
[٨] (قالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَكانَتِ امْرَأَتِي عاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا)
كيف يكون لي ولد ، بينما الشروط الطبيعية اللازمة غير متوفرة ، فامرأتي عاقر لا تلد أساسا ، وأنا عجوز قد تجاوزت مرحلة الفتوّة والشباب كثيرا؟!
[٩] (قالَ كَذلِكَ قالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ)
فالله عزّ وجلّ الذي خلق الكون كما خلق القوانين الطبيعية الحاكمة فيه ، وهو قادر على تغييرها حين يشاء بلا صعوبة.
(وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً)
حينما يفكر الإنسان في نفسه : كيف خلقه الله وأوجده من العدم؟! فانه يدرك أن الله على كل شيء قدير ، وبالتالي يتلاشى تعجبه من بعض الظواهر الغريبة غير المألوفة. فلما سكن روع زكريّا ، واطمأنت نفسه قال : آمنت بك ، ولكن كيف أواجه الناس إذا قالوا : من أين أتت هذه الأسرة العجوز بهذا الولد؟!
حكمة الاعتزال :
[١٠] (قالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَ لَيالٍ سَوِيًّا)
عادة ما تكون الآية وجودية كناقة صالح ، وعصا موسى ، أما أن يعتزل الناس ولا يتكلم معهم فهذه آية غريبة ..