وكثيرون هم الذين يسقطون في الامتحان فيحق عليهم العذاب ، فلا داعي اذن ان يحسد الإنسان الآخرين على ما في أيديهم من نعم الله ، بل يقنع بما في يده ما دامت النعم تعطى بحكمة للبشر ، ولو فكر ان يستزيد من الفضل فليكن ذلك بالطرق المشروعة .. بالعمل والسعي بدل المكر والسرقة.
[١٣٢] ان التنافس على حطام الدنيا لا يختص بالرجال فقط ، بل قد نجد البعض يرضى بقسمته من العيش ، الا ان اهله هم الذين يدفعونهم الى التكاثر من زينة الحياة ، ودائما يقولون له : أفلا ترى أهل فلان كيف يتنعمون بالرخاء ، أفلا تعمل كما يعمل لأهله؟ فما هي إذا مسئولية الإنسان تجاه أهله؟ الجواب : عليه أن يكون فاعلا في أسرته وليس منفعلا ، فلا يتأثر لضغوطهم الشيطانية ، وذلك عبر تربيتهم على الروحانيات ومن أبرزها الصلاة.
(وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْها لا نَسْئَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ)
وتدل هذه الآية على ان الصلاة ليست عبادة فردية يؤديها الفرد تجاه ربه فقط ، بل هي أيضا عمل اجتماعي متكامل الأركان ، نستفيد ذلك من كلمتي (الأمر ، والاصطبار) ، فالأولى تدل على ضرورة الالتزام الاجتماعي بهذه الشعيرة ، بينما تدل الثانية على ان الصلاة تتطلب أعمالا أخرى فيها مشقة وتعب ، فهي بحاجة الى الصبر والاستمرار.
فالصلاة على سبيل المثال تحتاج الى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والالتزام الحاد بتعاليم الشريعة في كافة مجالات الحياة ، الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية و.. و..
ونهتدي من الآية الى أن الصلاة باب من أبواب الرزق ، كما أن فائدتها تعود