على مقيمها ، مما يجعل الإنسان يقبل عليها بشوق وتلهف ، لأن وراءها الرزق والخير أيضا.
(وَالْعاقِبَةُ لِلتَّقْوى)
لكي نوضح بعدا من أبعاد هذه العبارة القرآنية نضرب المثل التالي : قد يأكل الإنسان أكلة شهية ، ولكنها تحتوي على ميكروب لا تراه عينه ، فهو وان شعر باللّذة الآنية ، الا انه سيجد نفسه طريح الفراش في المستقبل القريب ، بسبب تكاثر الميكروب ، والآلام التي يسببها ، مما يجره الى إنفاق الكثير من الوقت والمال بين الأطباء والمستشفيات طلبا للصحة ، بينما يأكل آخر أكلة متواضعة ولكنها نظيفة فيحصل على فوائدها.
ان المفاسد الاجتماعية تشبه الميكروب في الطعام ، فالإنسان الذي يكتسب المال عن طريق الحرام ، كالسرقة ، والاحتيال على الناس ، هذا وان حصل على كثير من المال ، فان عاقبته غير حسنة على صعيد الدنيا حيث يبغضه الناس ، وقد يقع ضحية لظلم الآخرين وسرقتهم واحتيالهم ، إذ كما ان في المجتمع من هو أضعف منه يمارس تجاهه الظلم ، فكذلك فيه من هو أقوى منه يستطيع ان يظلمه ، لكل عمل انعكاسا اجتماعيا يشبه أمواج الصوت ، ترتد الى صاحبه قريبا أو آجلا ، ذلك لأن المجتمع وجود حي يتفاعل أعضاؤه فيما بينهم ، فمن عمل بالظلم فانه يكرس قانون الظلم في مجتمعة ، وسيصبح في يوم ضحية هذا القانون ، والحديث الشريف يقول :
«من طرق باب الناس طرق بابه»
اما الإنسان الذي يتقي ، فانه وان لم يحصل الا على قليل من المال لكنه يحس بالبركة والراحة الدائمة في الدنيا ، كما يكون سعيدا في الآخرة برضى الله وجنته.