المجتمع الذي يعيش فيه ، لأن أكثر أعمال الناس هي أعمال اجتماعية ، وجزاؤها لا بدّ أن يكون جماعيا أيضا ، وذلك لطبيعة التواجد في مكان واحد والتفاعل نفسيا وماديا بين النّاس.
الثاني : هو إنّ جزاء الأفراد ـ عادة ـ لا يرى ، إننا لا نستطيع مثلا أن نحيي شابا مات في مقتبل عمره لنسأله ما هي أعمالك السيئة التي أدت بك الى هذه النهاية ، وبالتالي نعرف إن ميتته المنكرة كانت جزاء لانحرافه ، وسوء مسلكه ، أما المجتمعات فأعمالها تكون ظاهرة ، وآثارها واضحة ، لذلك يضرب القرآن بها أمثالا لنعتبر بها.
إنّ هذه المجتمعات لم تؤمن بالجزاء ، فاتخذت المسؤولية لهوا ولعبا ، فأحاط بها كفرها حتى أزالها ، وعند ذلك لم تنفعها الآلهة التي اعتمدت عليها من دون الله.
(خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ)
أن تعجل الأمور ، وعدم الاصطبار على الزمن ، هو من طبيعة الإنسان ، ومن العناصر الأساسية في تكوين خلقته.
(سَأُرِيكُمْ آياتِي فَلا تَسْتَعْجِلُونِ)
ستأتي آيات العذاب وسترونها حتما ، فلما ذا العجلة؟!
[٣٨] (وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ)
إنّهم كلما سمعوا وعظا وتذكيرا من أحد قالوا أين ذلك الجزاء الذي تعدنا به؟! لو كانوا يعلمون إنّ الجزاء الذي يستعجلونه شديد ، وإنّه حين يحيط بهم لا