يمكنهم الفرار منه بأية صورة كانت ، لما لجأوا الى السخرية والاستهزاء ولما لوّوا رؤوسهم معرضين.
جزاء الاستهزاء :
[٣٩] (لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلا عَنْ ظُهُورِهِمْ)
وهما المنطقتان الحساستان من الإنسان ، وفي ذلك إشارة الى شدة العذاب وإحاطته.
(وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ)
فلا تنصرهم آلهتهم التي كانوا يعبدونها ويخضعون لها من دون الله.
[٤٠] (بَلْ تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ)
أولا : تأتيهم النار فجأة كما لو كان ذلك من دون سابق إنذار ، لأنهم تعودوا على الكفر بالنذر ، وعدم اتخاذها مأخذ الجد ، فأصبحوا مع مرور الزمن كالجاهل الذي يفتح عينه على الحقيقة لأول مرة.
ثانيا : إنّ النار الرهيبة تسبب لهم البهت ، فتسلبهم عقولهم وتحيّرهم ، ثمّ تكتنفهم بعذابها الأليم.
(فَلا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّها وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ)
إنّهم لا يستطيعون دفع العذاب عن أنفسهم ولن يعطوا مهلة أكثر مما أعطوه في الحياة الدنيا ، ولو بمقدار لحظة.