الحميد ، الذي يعجل بجزء من رحمته لعباده الصالحين في الدنيا ، ويؤجل الأعظم منها الى الحياة الأبدية في الدار الآخرة.
[٧٧] (وَنَصَرْناهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا)
إنّ إنقاذ الإنسان من مجتمعة الفاسد قضية هامة تركز عليها هذه الآيات بل كلّ سورة الأنبياء ، وإنّ من الأصنام المجتمع الذي إن لم يقدر على إصلاحه فعليه أن ينقذ نفسه منه باللجوء الى الله ، فان البلاء إذا نزل عمّ ، وهكذا أنقذ الله نوحا من (الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللهِ).
(إِنَّهُمْ كانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْناهُمْ أَجْمَعِينَ)
كانت أعمالهم منحرفة ونفوسهم خبيثة ، لذلك أغرقهم الله ، ولم يبق أحد منهم على الأرض ، حيث استجاب الربّ دعاء نوح فيهم حين دعاه قائلا : «رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً».
سليمان والقضاء الفصل :
[٧٨] (وَداوُدَ وَسُلَيْمانَ إِذْ يَحْكُمانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شاهِدِينَ)
من مظاهر رحمة الله بعبده الذي يبحث عن الهدى ويجاهد من أجله ، إنّ الله سيهديه. وسورة الأنبياء تؤكد في مواضع مختلفة على هذه الفكرة وهي : إن العقل والهدى أفضل نعمة يتمتع بها الإنسان ، وقد وهب الله هذه النعمة لداود وسليمان حيث كانا يحكمان في قضية معقدة وقعت على عهدهم حيث إنّ قطيعا من غنم قوم دخل حقل كرم لقوم آخرين ، وأفسد الزراعة. ولعلنا نستوحي من هذه القصة إنّ