الآخرة.
ان شبهات الجهل في قلب الإنسان تشبه (الفطر) الذي يتكاثر باستمرار ، هذه هي طبيعة الشبهة الناتجة عن الضعف البشري ، أنت تجوع وتشبع ، ثم تجوع فتشبع .. وهكذا تحتاج أبدا الى الطعام حتى تمنع عن نفسك الجوع ، لماذا؟ لان الجوع من طبيعتك ، كذلك الشبهات في قلب الإنسان .. هي من طبيعته ، إذ طبيعة الإنسان الجهل والغفلة والنسيان. فاذا قرأت كتابا ثم لم تعد قراءته ، أو سمعت خطابا ثم لم نستمع اليه مرة أخرى ، فانك بمرور الزمان تنسى ما قرأت وما سمعت ، لان الجهل والغفلة من طبعك ، كذلك الشبهات من طبيعة الإنسان ، لذلك على الإنسان ان لا يكتفي بدفع الشبهات عن نفسه مرة واحدة ، لأنه إذا رفعها عادت ونمت نفس الشبهة.
إذا يحتاج الفرد الى مبضع يقوم بواسطته بعملية جراحية مستمرة لقلع الخلايا السرطانية الفاسدة التي تتكاثر في قلبه ، وذلك عن طريق التذكر المستمر.
وهكذا يوجهنا القرآن الحكيم في مجال الحديث عن البعث الى ان نتذكر أبدا ، كيف كنا؟ وكيف خلقنا؟ وكما كنا وخلقنا وترعرعنا ، كذلك يعيدنا الله سبحانه مرة أخرى.
بينات من الآيات :
وعد الرحمن :
[٦٠] (إِلَّا مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئاً)
يبين القرآن في هذا السياق ثلاث مراحل مرّ بها المجتمع :