[٤] (إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ)
ان الذي يضع لنفسه هدفا بعيدا كالآخرة يكيّف نفسه مع ذلك الهدف ، فلا يتأثر بالعادات والظروف المحيطة به ، لأنه يجعل سائر اعمال الحياة وسيلة لهدف اسمى ، فلا يعبد ذلك العمل ولا يحبه أو يمارسه الا من أجل الهدف الذي يؤدي هذا العمل اليه ، اما الذي لا هدف له فهو يحب الوسيلة ويقف عندها كالذين لا يؤمنون بالآخرة فهم يستمرون على اعمال الدنيا لان عملهم محدود بالظواهر فقط ، ولعل قوله تعالى : «زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمالَهُمْ» اشارة الى هذه الفكرة ، فالكافرون لا ينظرون الى الجوانب المختلفة من العمل ، وانما يربطون أنفسهم بالعمل ذاته فيعمهون اي (يعمون) عن عواقبه.
[٥] (أُوْلئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذابِ وَهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ)
وان أعمالهم لا تورث لهم الا العذاب والخسران.
[٦] (وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ)
الله يلقي الكتاب على قلب الرسول ، والرسول يتلقاه بوعي وعلم ، والله حكيم والقرآن آية حكمته ، وعليم يتجلى علمه في القرآن.
وهكذا كان ظاهر القرآن حكما صائبا لأنه من الله الحكيم ، وباطنه علما لأنه من الله العليم.