تَعالَى اللهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ
هدى من الآيات :
في هذه الآيات نجد خلاصة للعبر التي استوحيناها من قصص السورة ، وهي التذكرة بالحق ، ففي القسم الأوّل يذكّرنا الله بنفسه ، بينما يذكّرنا في القسم الآخر بيوم القيامة ، ولكي نعرف الحقائق لا يكفي أن نثير عقولنا فقط ، بل يجب أيضا استثارة الوجدان ، لأنّ العقل يحجب أحيانا بالغفلة والعناد ، أمّا حين يهتّز الوجدان فإنّ الحجب تتساقط عنه ، ويعود الإنسان الى ربّه ، من هنا كان علينا عند تلاوة آيات الذكر الحكيم أن نتفاعل معها نفسيّا لكي نصل إلى معرفة الله حقّا ، وفي ذات الوقت يجب أن نعرض كلّ ذلك على العقل ، إذ من الخطأ تصديق أيّ فكرة دون عرضها على العقل ، ذلك أنّ الذي يستسلم دون العودة للعقل قد يستسلم للباطل ، وهكذا يجب على الإنسان أن يستثير عقله ووجدانه عند كل قضيّة حتى يتعرّف على الحق أو الباطل فيها ، والمقصود بالوجدان تلك الجوانب الخيّرة من نفس الإنسان فهو ـ مثلا ـ يحبّ من أحسن اليه ، ويخشى من هو عظيم ، والذي بيده