إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ
هدى من الآيات :
انتهت آيات الدرس السابق بالحديث عن الظلم ، وأنه يسبب الخسران لصاحبه ، وفي هذه الآيات نجد مثالا واقعيّا على هذا الفكرة القرآنية التي تلخص سنة إلهية في الحياة ، مستمدة من قصة فرعون ، حيث أغرقه الله وجنوده في اليمّ.
ربما يستطيع الإنسان أن يغيّر سنّة الحياة لفترة من الزمن ـ بما أعطاه الرب من حرية في ذلك ـ ولكن ليس للأبد ، لأن طاقاته محدودة ، بينما الحياة مستمرة ، وسننها تجريها إرادة الله المطلقة. إن فرعون حكم الناس ، وسيطر على البلاد والعباد ، وتكبر حتى بلغ الأمر به أن ادّعى الألوهية ، وأعتقد بأنه قادر على مقاومة الحق ، وأنّ الحياة لا يحكمها قانون ، لكن الواقع كان خلاف ذلك ، فقد اصطدم بالواقع ، إذ تبين له ان فيها سننا ، وان هناك من يجري هذه السنن.