رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ
هدى من الآيات :
تحدثنا آيات هذا الدرس عن صفات القائد الرسالي الذي يصنع الثورة ، ويقاوم الجاهلية المادية بالرّسالة الإلهية ، وموسى (ع) الذي قرر ان لا يكون ظهيرا للمجرمين ، بل يكون الى جانب الحق ـ لم تكن حركته نابعة من عواطف مؤقتة ، ولا من شهوات سلبية ، أو ردود فعل مرتجلة تجاه الأحداث ، وانما كان ينطلق من مبادئ ثابتة ، ويتحرك عبر مسيرة واضحة المعالم ، فهو يريد أن يحقق العدالة في المجتمع ، بادئا بنفسه أولا.
فبعد أن قتل موسى (ع) القبطي ، صار مطلوبا عند السلطة ، فكان ينبغي أن يكون حذرا في مدينة تطالها سيطرة فرعون ، وقد أشار القرآن لهذا الأمر في حديثه عن موسى (ع) وهو يدخل المدينة تارة ويخرج منها تارة أخرى ، أو يمشي فيها فقال : «وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِها» «فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خائِفاً يَتَرَقَّبُ» «فَخَرَجَ مِنْها خائِفاً يَتَرَقَّبُ».