بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَها
هدى من الآيات :
جاء موسى (ع) في تلك الليلة الشاتية ليقتبس شهابا من تلك النار التي آنسها من بعيد ، وليهتدي على أثرها ، ويحمل الدفء والهدى الى اهله ، فاذا به يسمع نداء يبتدئ بالبركة ، ولعلها تعبير عن التكامل والنمو.
إنّ لدى الإنسان صفات فطرية متنوعة وهي بحاجة الى التنمية والتزكية لتنتهي الى البركة ، فهو يملك العلم والإرادة والصحة بالقوة ـ يعني انه يملك امكانية كل ذلك ـ والتربية هي التي تتعهد هذه الصفات بالتنمية والتزكية ، فاذا بامكانية العلم تتحول الى علم ، وامكانية التعقل تتحول الى عقل ، وامكانية الصحة الى سلامة ، وحسب التعبير الفلسفي يتحول الشيء من القوة الى الفعل ، وذلك بحاجة الى منهج متكامل هو رسالات الله التي تفجر طاقات الإنسان وتنميها وتوجهها ، لذلك تتكرر كلمة البركة في القرآن ، فالقرآن بركة ، والرسول بركة ، والبيت الحرام مبارك ، وهكذا.