وَكَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَها
هدى من الآيات :
للإنسان موقفان متناقضان تجاه النعمة ، فإما الشكر وإما الكفر.
الشكر ان تكون النعمة سبيلا للوصول الى هدفها ، فكل شيء في الحياة هو وسيلة لهدف أسمى منه ، فالنشاط وسيلة للسعي ، والسعي وسيلة لعمارة الأرض ، وعمارة الأرض وسيلة لرخاء الإنسان وراحته ، والرخاء والراحة وسيلة للكمال الروحي ، وهكذا تستهدف من كل نعمة نعمة أخرى أعظم منها ، في سلسلة متصاعدة ويكون المنتهى فيها ما قاله عز وجل : (إِنَّ إِلى رَبِّكَ الرُّجْعى).
والشكر الحقيقي هو الذي يوصل الإنسان ، الى التفكير في عوامل النعم وأسبابها ، وبالتالي المحافظة عليها ، لتدوم له النعم ، حيث ان بقاءها مرهون ببقاء عواملها ، فظاهرة الصحة ـ هذه النعمة ـ باقية ما دامت الوقاية ، وما دامت سلامة النفس والحركة ، هذا من جهة.