وَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا
وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنافِقِينَ
هدى من الآيات :
تأكيدا لامتحان الله للإنسان في إيمانه تذكرنا آيات هذا الدرس ان الإيمان انما هو وقر في القلب ، وملكة نفسية قبل أن يكون شعارا ، وإن بعض الناس الذين يدّعون الإيمان حينما يفتنون في سبيل الله بسبب إيمانهم ينهارون أمام الفتن ، ويتنصلون عن إيمانهم ، وإن ربنا سبحانه يرد على هؤلاء مستنكرا : ان هذا العذاب البسيط الذي لا يعدو كونه فتنة لا يساوي ذلك العذاب الشديد الدائم الذي ينتظركم.
إن هناك فرقا في التعبير القرآني بين الفتنة والعذاب ، حيث نستوحي من لفظة الفتنة محدوديتها زمانا ومكانا ، بالنسبة للفرد أو الجماعة ، وأن الهدف منها هو اختبار الإنسان في إيمانه ليس إلّا ، أما العذاب فانه نتيجة لتلك الفتنة ، فحينما يذهب المرء إلى قاعة الامتحانات فانه لا يلبث إلّا قليلا ثمّ يعود بعدها إلى منزله ، ولكن نتيجة تلك السويعات القليلة تستمر معه بعد ذلك وربما تصل إلى سنين