وَما أَنَا بِطارِدِ الْمُؤْمِنِينَ
هدى من الآيات :
الصراع الدائر بين رسالة الله ، وثقافة الأرض ، صراع ممتد عبر الزمن ، لأن رسالات الله تهدف تغيير كلّ القيم الجاهلية ، وإقامة كيان ثقافيّ جديد ، فحين يدعو نوح قومه الى التسليم والإيمان بالله ، فانه يدعوهم في ذات الوقت الى التّسليم لكل القيم الإلهية التي تحمل التحضر والتمدن لأولئك الناس الذين سلموا لخرافات الماضي ، وفساد الواقع ، وبالرغم من ان الرسل (ع) قد تحملوا الصعوبات في سبيل تبليغ رسالاتهم ، إلّا أنّهم استطاعوا أن يغيّروا أفكار البشر ، حتى أن الأفكار الصحيحة التي نجدها في الأقوام الجاهلية لا بد أن يكون مصدرها الرسل ، لأن الرسل كانوا بحق المحرك الأساسي للبشرية ، وإلّا فإن البشرية كانت تسير بشكل طبيعي نحو النهاية.
ومن الصعب على بشر عادّي ، أن يربّي جيلا كاملا ، ويرفعه الى سماء القيم ، لأن ذلك يستوجب ان يبث فيهم وعيا وثقافة وروحا إيمانيّا يستحيل على البشر