بَلْ وَجَدْنا آباءَنا كَذلِكَ يَفْعَلُونَ
هدى من الآيات :
في سياق تبيان الصراع بين رسالات الله وثقافة الشعراء يضرب لنا الرب مثلا من قصة إبراهيم وقومه ، وكيف أوحى الله اليه بمقاومة الفساد العريض الذي تردوا فيه ، فعبدوا الأصنام ، وحين سألهم عن ذلك إبراهيم لم يملكوا حجة ، بل قالوا : انا وجدنا آباءنا كذلك يفعلون ، فأعلن البراءة منهم ومن آبائهم ومن أصنامهم ، وتوجه الى عبادة رب العالمين ، الذي أعطاه خلقه وهداه ، وطعامه وشرابه وشفاه ، وهو يميته ويحييه ، ويرجو مغفرته يوم يلقاه ، وتضرع اليه : ان يهب له الحكم ، ويلحقه بمن مضى من الصالحين ، ويجعله فاتحة عهد صالح ، وان يرزقه الجنة ، ويغفر لأبيه لأنه كان من الضالين ، ولا يخزيه يوم البعث بالنار. إنّه يوم لا تنفع الأصنام ، كما لا يغني اتباع الآباء شيئا ، فلا ينفع فيه مال ولا بنون الّا من أتى الله بقلب سليم. في ذلك اليوم تزلف الجنة ليدخلها المتقون ، وتبرّز النار ليدخلها الغاوون ، الذين يسألون : (أَيْنَ ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ) ، فأين ذهبت أصنامكم ، واين