تولى آباؤكم. هل هم قادرون اليوم على نصركم أو نصر أنفسهم؟! فلما فلم يحيروا جوابا أقحموا في النار مع الغاوين ، وجنود إبليس أجمعين.
وهناك تبيّن مدى ضلالتهم ، حيث اختصموا في النار ، فقال الكفار لأوليائهم : انا كنا في ضلال مبين إذ نجعلكم سواء مع رب العالمين ، وأنحوا باللائمة على الذين أضلوهم ـ لعلهم عنوا بهم ادعياء الدين والعلم ـ ونعتوهم بالإجرام ، وقالوا : لا أحد يشفع لنا ولا يصدقنا ، ويهمّه أمرنا ، وتمنوا لو كانت لهم كرة حتى يكونوا مؤمنين.
ويختم القرآن هذا الدرس ، كما ختم قصة موسى (ع) بان كل ذلك آية ، ولكن أكثر الناس لا يؤمنون ، ثم يذكرنا باسمي العزة والرحمة لربنا العظيم.
بينات من الآيات :
[٦٩ ـ ٧٠] نستوحي من قصص سيدنا إبراهيم ـ عليه السّلام ـ أن فطرته الإيمانية تجلت حتى قبل ان يوحى اليه ، فاذا به يواجه أكبر فساد استشرى في قومه وهو عبادة الأصنام ، واتباع الاباء على غير هدى.
يبدأ انحراف البشر بسبب همزات الشيطان ، ودفعات الشهوات ، ولكنه سرعان ما يلبس ثياب الشرعية ، ويضفي عليه أدعياء الدين والعلم وبأمر من المترفين القداسة الدينية ، وكذلك كانت عبادة الأصنام عند قوم إبراهيم.
(وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْراهِيمَ* إِذْ قالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ ما تَعْبُدُونَ)
ان إبراهيم يتحدى أولا أباه ، الذي لم يكن والده انما كان عمه آزر الذي تبناه ، ولعل السبب يتلخص في أمرين :